إعادة تقييم مسألة الفحم في التمويل الإسلامي: الحفاظ على الحياة وجودتها والثروة والخلق

نقطة تحوّل في الاستثمار الأخلاقي

نُظّم التمويل الإسلامي على أسس العدالة والرحمة والمسؤولية لحماية الحياة وجودتها والحفاظ على الثروة والبيئة. على مرّ التاريخ، كيّفت المالية الاسلامية اعتباراتها الأخلاقية كلّما كانت هناك آثار سلبية مثبتة على الناس أو على الكوكب.

مع تزايد الأدّلة العلمية على تأثيرات التبغ (8 ملايين حالة وفاة سنويًا بحسب منظّمة الصحّة العالمية)، اتّخذ العلماء المسلمون خيارًا أخلاقيًا واضحًا: الاستمرار في الاستثمار في صناعة التبغ لا يتناغم مع مبادئ الشريعة. وبالتالي، تمّ تحييد التبغ عن قطاع التمويل الإسلامي.

يقدّم الفحم اليوم تحدّيًا أخلاقيًا أعظم بكثير!

عن ورقة “إعادة تقييم مسألة الفحم في قطاع التّمويل الإسلاميّ: موجباتٌ أخلاقيّة لِسحب الاستثمارات ودعم الاستدامة”

هذه الورقة هي مبادرة نفذّها كل من غرينبيس الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كجزء من تحالف أمّة لأجل الأرض، بالشراكة مبادرة التمويل الأخلاقي العالمية. وتستند إلى أوجه التشابه بين المعالجة الفقهية للتبغ والاعتبارات الأخلاقية المتعلّقة بالفحم. 

الأمر لا يتعلّق بالفحم فحسب، بل بإعادة تقييم المنهجيات التقييميّة لقطاع التمويل الإسلامي بشكل يعكس فعليًا مبادئ الطيّب  (الصالح، الأخلاقي، النقي).

الفحم واختبار الطيّب

لسنوات عديدة، ركّز التمويل الإسلامي على تجّنب الحرام: الكحول والقمار والتبغ والأسلحة. هذا أساسي، ولكنّه غير كافٍ. فالقرآن الكريم (البقرة: 168) يدعو إلى ما هو حلال وطَيّب في آنٍ واحد.

يجب أن يتحوّل التمويل الإسلامي من مقاربة التقييم السلبي (تجنّب الضرر) إلى مقاربة التقييم الإيجابي (السعي نحو المنفعة). فالفحم لا ينجح في اختبار “الطيّب”. ومع نمو قطاع التمويل الإسلامي لتبلغ أصوله نحو 9.7 تريليون دولار بحلول عام 2029، ينبغي أن تتطوّرالمنهجيات التقييميّة الخاصّة به لتتجاوز مجرد تجنّب الحرام إلى السعي النشط نحو استثماراتٍ تحمي الحياة والثروة والبيئة.

حان وقت العمل والقيادة!

سيتم إصدار الورقة الكاملة في نوفمبر 2025. تابعونا!