إفطار مع “صفر مخلفات”: الإحتفال بهذا اليوم العالمي خلال شهر رمضان
أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة (UNGA) في ١٤ ديسمبر ٢٠٢٢ بأهمية مبادرات “صفر مخلفات” وأعلنت يوم ٣٠ مارس اليوم العالمي ل”صفر مخلفات” وهو يوم سيتم الاحتفال به على أساس سنوي اعتبارًا من ٣٠ مارس ٢٠٢٣. يمكن تقسيم الأساس المنطقي وراء اليوم إلى جزأين:
- تشجيع الدول ومؤسسات منظومة الأمم المتحدة وأصحاب المصلحة المعنيين على تنفيذ مبادرات “صفر مخلفات” على المستويات المحلية والإقليمية والوطنية
- الاعتراف بالجهود الحالية المبذولة في مبادرات “صفر مخلفات”، وإلقاء الضوء على قصص النجاح.
“صفر مخلفات” هي فلسفة ونهج لإدارة المخلفات تهدف إلى القضاء على جميع المخلفات التي تذهب إلى مدافن النفايات أو المحارق أو البيئة. وبدلاً من ذلك، تعزز استخدام الموارد بطريقة مستدامة ومسؤولة. الهدف من “صفر مخلفات” هو تصميم وإدارة المنتجات والعمليات بطريقة تقلل من توليد المخلفات، وتعزيز استعادة الموارد وتقليل التأثير البيئي لأنماط الاستهلاك لدينا. يدور جوهر “صفر مخلفات” حول تقليل الاستهلاك وخفض الإنتاج.
يصادف اليوم العالمي ل ” صفر مخلفات” هذا العام خلال شهر رمضان المبارك، وهو وقت الصلاة والعمل الخيري والأسرة. في شهر رمضان، يصوم المسلمون من شروق الشمس إلى غروبها، وقد يُفترض أحيانًا أن نفاياتنا تنخفض نظرًا لأننا نميل إلى استهلاك طعام أقل على مدار اليوم. ومع ذلك، فإن الحقيقة هي أننا ننتج المزيد من المخلفات خلال شهر رمضان، وخاصة بقايا الطعام. في عام ٢٠٢١، أفادت وزارة التغير المناخي والبيئة في الإمارات العربية المتحدة أنه خلال شهر رمضان، هناك زيادة بنسبة ٥٠ ٪ تقريبًا في هدر الطعام في الدولة.
بينما يحاول شهر رمضان تعليمنا الانضباط، يفرط العديد من المسلمين في الاستهلاك خلال الشهر الكريم. لقد وصل هذا الأمر إلى مرحلة حيث أصبح فيها جزءًا لا يتجزأ من العديد من الثقافات الإسلامية خاصة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والنتيجة المباشرة لذلك هي زيادة كبيرة في مخلفات الطعام وغيرها من المخلفات أحادية الاستخدام بسبب زيادة التجمعات بين الناس للفطور. وقد لوحظ أن هناك أيضًا زيادة كبيرة في استهلاك المنتجات أحادية الاستخدام على سبيل المثال الأواني البلاستيكية والمياه المعبأة في بلاستيك والصحون التي تستخدم لمرة واحدة.
إن أحد الأعباء الإضافية التي يواجهها قطاع إدارة المخلفات في شهر رمضان هو تقليل ساعات الخدمة. عندما يقترن ذلك بزيادة إنتاج المخلفات، فهذا يعني أنه في شهر رمضان يكون هناك المزيد من التسرب وسوء إدارة المخلفات. هذا يمكن أن يؤدي إلى العديد من الآثار البيئية والصحية السلبية على مجتمعاتنا.
نطلب منك أن تتوقف لحظة وتفكر في عاداتك الاستهلاكية خلال شهر رمضان وعادات من حولك. حاول ملاحظة كيفية استخدام بقايا الطعام وما إذا كانت هناك زيادة ملحوظة في استهلاك المنتجات التي تستخدم لمرة واحدة أو المنتجات أحادية الإستخدام. قد لا يكون لدى الأشخاص الذين يعيشون في سياقات مختلفة نفس المستوى من المخلفات المتولدة وفي العديد من الأحيان، قد لا يتمتعون برفاهية الإفراط في تناول الطعام في كلتا الحالتين. ومع ذلك، عند النظر إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تخبرنا البيانات بوضوح أن معظم البلدان لديها زيادة كبيرة في توليد المخلفات والاستهلاك العام خلال شهر رمضان.
اذا ماذا تستطيع ان تفعل حيال ذلك؟
نظرًا لكون ٣٠ مارس اليوم العالمي “لصفر مخلفات”، من المناسب محاولة تحضير إفطار خالٍ من المخلفات. مجرد القيام بهذه المحاولة كشخص أو مجموعة، سيسمح لك بتحديد ظروف الإفراط في استهلاك للموارد والطعام خلال شهر رمضان. إن مفهوم شهر رمضان مع “صفر مخلفات” هو في الأساس نفس مفهوم “صفر مخلفات” يًضاف إليه التركيز بشكل أكبر على المخلفات العضوية والمخلفات أحادية الاستخدام. إن استخدام البدائل والوعي بسلوكنا يمكن أن يساعدنا على قطع شوط طويل نحو تقليل المخلفات المتولدة خلال الشهر الكريم. في ما يلي توجد العناصر الأساسية لشهر رمضان مع “صفر مخلفات”:
- خطّط مسبقًا.
- كما هو الحال مع معظم الأشياء، تتيح لك قدرتك على التخطيط المسبق أن تكون أكثر كفاءة وتنظيمًا. هذا هو الحال بشكل خاص في شهر رمضان، حيث تحتاج بطبيعة الحال إلى المزيد من الطعام لوجباتك. يتضمّن التخطيط المسبق معرفة متى ستحتاج إلى الطبخ لعدد أكبر من الأشخاص أو طلب الطعام من الخارج.
- غيّر عاداتك الشرائية
- من الأخطاء المتكررة خلال شهر رمضان شراء سلع بشكل يفوق الحاجة، وقد يؤدي ذلك أحيانًا إلى إهدار الطعام حيث تنتهي صلاحية المنتجات أو لا تنفذ. من أفضل الطرق لتقليل الهدر هي شراء ما تحتاجه بالضبط، وهذا يرتبط بشكل مباشر بالتخطيط الخاص بك.
- فكر في بقايا الطعام
- لا يجب أن يهدر أي طعام في شهر رمضان. هذا ليس له علاقة بمفهوم “صفر مخلفات ” بل يتعلق أكثر بما يحاول شهر رمضان تعليمنا إياه، وهو أن يصبح الناس أكثر وعيًا وإحسانًا. ضع في اعتبارك حقيقة أن الطعام الذي قد تتخلص منه يمكن أن يستخدمه شخص آخر أو أنه يمكنك أنت وعائلتك تناول الطعام لاحقًا بدلاً من طبخ أو شراء شيء جديد.
- قياس الوجبات
- في الأساس، الأمر كله يتعلق بكميات الطعام. إن الإفراط في الطبخ هو السبب الرئيسي وراء هدر الطعام المفرط خلال شهر رمضان. يجب أن تكون قدرتنا على توفير مائدة إفطار كافية لإطعام الجميع من دون أن يبقى منها شيئًا هي هدفنا كونها الطريقة الأبسط والأكثر فاعلية لتقليل أثر مخلفات الطعام لدينا.
- التفكير المستدام
- إذا كانت لديك عائلة، ففكر مسبقًا في الأواني المطلوبة وأدوات المائدة وحاول تجنب الحاجة إلى شراء منتجات بلاستيكية أحادية الاستخدام بدلاً من مجرد استخدام منتجات قابلة لإعادة الاستخدام.
إذا لنعطي فرصة لأنفسنا ونحاول تنظيم إفطار مع “صفر مخلفات”. توجد أدناه قائمة بسيطة ترشدك للتخطيط للإفطار الخاص بك ونتحداك لتجربة ذلك مرتين على الأقل خلال شهر رمضان:
الخطوة ١- الموقع والناس
يجب أن تعرف أولاً عدد الأشخاص الذين ستفطر معهم والموقع الذي سيكون الإفطار فيه. نوصي بتناول الطعام في المنزل، لأن تناول الطعام خارجًا يعني تلقائيًا المزيد من المخلفات المتولدة.
الخطوة ٢ – التخطيط للحصص
- كما ذكرنا، فإن جوهر الإفطار مع “صفر مخلفات” هو معرفة الحصص التي تحتاجها بالضبط لأن هذا سيحدد أيضًا المبلغ الذي تحتاجه لشراء الطعام. قد يتطلب هذا أحيانًا فهم الأشخاص الذين تعد الإفطار لهم.
- من المهم أيضًا معرفة أدوات المائدة التي قد تحتاجها والتأكد من أن لديك أدوات مائدة كافية قابلة لإعادة الاستخدام وغير قابلة للرمي.
- عند شراء المكونات والطعام، حاول البحث عن خيارات تحتوي على الحد الأدنى من العبوات (للخضروات والفواكه) بحيث يمكنك استخدام أكياس قابلة لإعادة الاستخدام وما إلى ذلك. هذا سيساعدك في جعل هذا الإفطار مع “صفر مخلفات” فعلًا!
- أخيرًا، عند طهي الطعام، كن مدركًا لما تستخدمه وأية مخلفات يمكن أن تولدها. يجب استخدام أي أنواع أو مكونات يتم شراؤها ولكن بكمية صغيرة، واستعمالها مرة أخرى مستقبلًا.
الخطوة ٣ – الإفطار
- من إحدى الأشياء الرئيسية التي يجب القيام بها في الإفطار، هي في الواقع على الصعيد النفسي تمامًا. حاول إظهار أن هناك الكثير من الطعام عندما لا يكون هناك بالفعل. ما يميل الناس إلى افتراضه في شهر رمضان، هو أنه أننا جائعون طوال اليوم، سنأكل الكثير من الطعام عند الإفطار. ومع ذلك، لا يمكن تناول الكثير من الطعام دفعة واحدة. لذلك كيفية تقديمه قد يعطي أحيانًا انطباعًا بوجود الكثير منه عندما يوجد فقط الكمية الكافية منه.
- لا تقدم الطعام على شكل بوفيه! قدم أيضًا حصصًا حسب الضرورة حتى لا يفرط الناس في تناول الطعام.
الخطوة ٤ – بقايا الطعام
بعد الإنتهاء من الإفطار، لا يمكنك أبدًا التخطيط لاستهلاك جميع الأطعمة ويجب أن تكون جاهزًا لبقاء حصة منها. ومع ذلك، كما قلنا في الخطوة الأولى، فقد خطّطت مسبقًا وتوقّعت ذلك. وبالتالي، فإن بقايا الطعام (حتى نوع الطعام) يمكن تخزينها وتناولها بسهولة مرة أخرى.
التحدي الحقيقي هو ببساطة الإستعدادية للعمل. دعونا نحاول جميعًا تنظيم المزيد من الإفطارات مع “صفر مخلفات” خلال شهر رمضان حتى نتمكن من تقليل الهدر والمخلفات خلال الشهر الفضيل.