يُعتبر الحج أكبر رحلة دينية من هذا النوع في جميع أنحاء العالم، ويذهب إليه سنويًا حوالي 2 مليون شخص سنويًا. إلّا أن هذه الأرقام انخفضت بشكل كبير في 2021 بسبب القيود التي وضعت نتيجة جائحة كوفيد 19 وعادت إلى الإرتفاع مرة أخرى في عام 2022 بعد رفعها بحيث أصبح الحج متاحًا للجميع مرة أخرى. يمكن أن يكون هذا النشاط البشري الضخم ثقيلًا إلى حد ما على البيئة من ناحية توليد النفايات والاستهلاك والبصمة الكربونية مثل أي تجمع ضخم آخر. ومع ذلك، فإن الحجاج لديهم الفرصة والموارد لأداء فريضة الحج بطريقة صديقة للبيئة.
بينما يعيد العالم عيش نعمة الحج، تسنح لنا فرصة اليوم وللسنوات القادمة للعمل على الحفاظ على هذه النعمة لأطفالنا وأحفادنا.
الإبقاء على النعم: حماية البيئة خلال الحج وما بعده
البيئة الطبيعية هي نعمة من الله. وتقع علينا، كأشخاص نتبّع إيمانًا معيّنا، خلال فترات تعبّدنا وحياتنا اليومية حماية العالم من حولنا.
بالنسبة للمسلمين على وجه التحديد، فإن عيش حياة يتخلّلها الوعي البيئي هو جزء من التعبد، وتعبير عن دورهم كخلفاء للأرض. ويتم التشديد على ذلك خلال الأحداث الدينية المهمة مثل الحج. لذلك، يصبح من الضروري التفكير بحكمة في كيفية عيش رحلة حج صديقة للبيئة وبأهمية الاستدامة والتفكير الطويل الأمد لضمان أن الأجيال القادمة من المسلمين بإمكانها اختبار نعمة الحج.
أما بالنسبة للأشخاص الذين يريدون الذهاب إلى الحج ولكنهم غير قادرين على ذلك، فهذه هي لحظتكم أيضًا. العيش بوعي هو عبادة، ولهذا السبب نشجعكم على الحفاظ على أسلوب حياة مستدام لحماية البيئة والحفاظ على فرصة الحج للجميع!يمكننا معًا إثبات أننا تعلمنا من أخطائنا السابقة، بدءًا من لحظات مثل الحج، والعمل على حلول ومبادرات مستدامة وخضراء وطويلة الأمد لصالح الجميع.
الدليل الأخضر للحج والعمرة
تمّ تطوير هذا الدليل من قبل جلوبال وان ، أحد حلفاء أمة لأجل الأرض، وتم إطلاقه في عام 2021 على شكل تطبيق.
هذه هي النسخة الثانية من الدليل الأخضر للحج والعمرة. وتأتي بعد 10 سنوات على إطلاق النسخة الأولى في أسّيسي، إيطاليا برعاية منظمة تحالف الأديان وصيانة البيئة (ARC).
يقدم هذا الدليل توصيات للمجتمعات والحكومات والمؤسسات لتمكين حج صديق للبيئة وكذلك لتشجيع المزيد من الممارسات المستدامة الحياة المجتمعية. يساهم الدليل بشكل حيوي في تعزيز الحفاظ على البيئة أثناء الحج والعمرة كنقطة انطلاق لحياة خضراء