Eastleigh Voice هذا المقال من كتابة باراك أوديور ونُشر أوّلًا في

This article was written by Barack Oduor and was first published in the Eastleigh Voice

رُقيّة أحمد وهي تزرع شتلات المانجروف في مقاطعة كيليفي في 8 يوليو 2023. (الصورة: منصّة X/رُقيّة عبدي)
© منصّة X/رُقيّة عبدي

عندما وطأت قدما رُقيّة أحمد لأول مرّةٍ أرض نيروبي بعد مغادرتها وجير، أذهلها الفارق الكبير في الطقس والمناخ الذي شهدته. وأدركت أنّها عاشت طفولةً صعبةً نوعًا ما؛ ويعود ذلك جزئيًّا إلى أنماط الطقس التي لا تُحتمل والتي صعّبت أحيانًا على المتعلّمين حضور دروس بعد الظهر.

تبلغ رُقيّة اليوم 21 عامًا وقد أصبحت شابّة فاعلة في مجال العدالة المناخيّة، واتّخذت على عاتقها مهمّةً جريئةً وصعبةً لتغيير سرديّة المناخ في منطقة الحدود الشمالية.

التحقت بمدرسة الدعوة الإسلاميّة الابتدائيّة الخاصّة في وجير ثمّ بمدرسة سيّدة الرحمة الثانويّة للبنات في شوري مويو، في نيروبي في العام 2021 حيث عزّزت شغفها بالمدافعة عن بيئةٍ صديقة للإنسان.

تقول رُقيّة: “عندما أتيتُ إلى نيروبي لإكمال دراستي الثانوية، رأيت فرقًا كبيرًا في البيئة. عندما كنت في الصف الثاني، حضرت مؤتمرًا للمناخ في الجامعة الكاثوليكيّة في شرق أفريقيا وتعلّمت أنّه باستطاعتي أن أساعد مجتمعي في هذا الإطار”.

فبدأت بزراعة الأشجار في وجير كلما عادت إلى هناك في إجازة. لكنّها أدركت أن مجتمعها يتأثّر بشدّةٍ بتغيّر المناخ وأنّ الحلّ لا يقتصر على زراعة الأشجار فحسب. فقد أدركت أن سكّان الحدود الشماليّة يعانون من الآثار الضارّة لتغيّر المناخ.

رُقيّة أحمد تزرع الأشجار في وجير كلما عادت إلى هناك في إجازة.  © منصّة X/رُقيّة عبدي(الصورة: منصّة X/رُقيّة عبدي)
رُقيّة أحمد تزرع الأشجار في وجير كلما عادت إلى هناك في إجازة. © منصّة X/رُقيّة عبدي

“تضرب شمال كينيا في بعض الأحيان موجات جفافٍ تتسبّب في نفوق أعدادٍ كبيرةٍ من الماشية، التي تُعدّ المصدر الرئيسي للدخل للمجتمعات الرعويّة في المنطقة. ونتيجةً لذلك، يعاني الأطفال أيضًا من سوء التغذية، بينما تقطع النساء أميالًا وأميال للعثور على الماء لأسرهنّ، وتتناوب الأسر على تناول الطعام، وتبذل قصارى جهدها للتعامل مع انعدام الأمن الغذائي”.

كما تؤثّر عوامل أخرى على قدرة سكان شمال كينيا على التعامل مع تغيّر المناخ، مثل التهميش، والفقر، وضعف المؤسسات والبنية التحتيّة والوصول إلى الخدمات الماليّة، ونقص المعلومات، والصراعات القائمة على الموارد.

المساءلة

تريد رُقيّة أن يُحاسب من هم مسؤولون عن جعل البيئة غير مضيافة.

فوفقًا لها، تتطلّب العدالة المناخيّة محاسبة المسؤولين عن الأزمة وحصول معظم المتضرّرين على الدعم الكافي للتكيّف مع المشاكل والتخفيف من حدّتها. وفي أنحاءٍ كثيرةٍ من المنطقة، تترافق الأمطار بخطر حدوث فيضاناتٍ عارمةٍ وفقدان المأوى وغيرها من الآثار، كالمرض والموت وفقدان الحصاد.

تسعى رُقيّة للحصول على شهادة البكالوريوس في مجال التربية في جامعة جبل كينيا وتتخصّص في الرياضيّات وعلم الأحياء؛ كما تقود حملات زراعة الأشجار في المنطقة الحدوديّة الشماليّة، وهي متحدّثةٌ ماهرةٌ في مسائل العدالة المناخيّة.

تعتقد رُقيّة أنّ أزمة المناخ هي مأساةٌ إنسانيّة. وترى أنّ البلدان في أفريقيا هي الأقلّ تسبّبًا بأزمة تغيّر المناخ، ولكنّها من بين الأكثر تضرّرًا منها.

وتشير إلى أن أفريقيا هي ثاني أكبر قارّةٍ في العالم، ومع ذلك تتحمّل مسؤوليّة ما يقلّ عن 4 في المئة من الانبعاثات العالميّة فقط وما يكاد يكون صفر في المئة من الانبعاثات التاريخيّة، وفقًا للوكالة الدوليّة للطاقة.

تطوعّت رُقيّة للعمل في عدّة منظّمات، ممّا أتاح لها الفرصة لحضور مؤتمر الأطراف في اتفاقيّة الأمم المتحدة الإطاريّة بشأن تغير المناخ للعام 2022 أو ما يُعرف بـ COP27 الذي عُقد في شرم الشيخ، في مصر. وتقول رُقيّة: “حضرت أيضًا تجمّعًا للشباب يُعرف باسم «مخيّم العدالة المناخيّة» الذي نظّمته منظّمة غرينبيس الدوليّة في نابل، في تونس”.

رُقيّة أحمد في خلال حضورها مؤتمر الأطراف COP27 في شرم الشيخ، مصر © Rukia ABdi X profile
رُقيّة أحمد في خلال حضورها مؤتمر الأطراف COP27 في شرم الشيخ، مصر © Rukia ABdi X profile