ندوتان تنظّمهما أمة لأجل الأرض لمناقشة موضوع تغيّر المناخ وحقوق الشعوب في العدالة

“علينا خفض بصمتنا الكربونية من خلال رفع بصمتنا الروحية” – الإمام صافت كاتوفيتش، الجمعية الإسلامية لأميركا الشمالية

بيروت، لبنان – ٥ أيار/مايو ٢٠٢٢: عقد تحالف أمّة لأجل الأرض ندوتين رمضانيتين باللغتين العربية والإنجليزية تحت عنوان “مفهوم العدالة في مواجهة آثار تغير المناخ”، ضمن فعاليات الموسم الروحي الذي تنظمه GreenFaith (الإيمان الأخضر). وعُقدت هاتان الندوتان إفتراضيًا نهاري الأربعاء ١٣ نيسان/أبريل ٢٠٢٢ والأربعاء ٢٠ نيسان/أبريل ٢٠٢٢، واستضافتا مجموعة من الخبراء والناشطين في المجال البيئي.

وركّزت هاتين الندوتين على مسألة العدالة المناخية وعلى دور الأشخاص المؤمنين والمبادرات الدينية في المساعدة على اتخاذ إجراءات فعالة للحد من آثار تغير المناخ. وقدّم المتحدّثون خبرتهم في ما يتعلّق بأهمية مناقشة تغيّر المناخ والعدالة المناخية من منظور إسلامي. 

تكلّم خلال لقاء اللغة العربية كل من د. عودة الجيوسي (أستاذ جامعي في إدارة التكنولوجيا والابتكار في جامعة الخليج العربي) ود.هناء البنا (مديرة المبادرات الدولية في منظمة “جلوبال وان”) ومحمد كمال (مدير الجمعية البيئية المصرية غرينيش) وزهراء أبو طه (مهندسة معمارية و ناشطة مناخية).

وتعمل “جلوبال وان” وغرينيش وغرينبيس الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ضمن تحالف أمة لأجل الأرض، على نشر الوعي البيئي وإيجاد حلول من أجل مستقبل مستدام كجزء من جهود حركة العدالة المناخية العالمية بشكل نابع من منطلق عقائدي ديني

“لدينا مبادئ واضحة في تعاليمنا الإسلامية، ومنها الميزان، تنّص على الحفاظ على البيئة وبالتالي علينا أن نناقش مسألة تغيّر المناخ من منظور إسلامي حتى نعمل على الربط ما بين القضايا البيئية والتعاليم الإسلامية. ويجب علينا كشعوب مؤمنة أن نساهم في إيجاد حلول وأن نغيّر عاداتنا للإلتزام بالتعاليم الدينية،” بحسب ما قالته د. البنا عن مسألة تقاطع العمل المناخي مع التعاليم الدينية 

واعتبر المتحدثون أيضًا أن الإبتعاد عن الأخلاقيات الدينية الواجب اعتمادها يساهم في التعزيز من آثار تغير المناخ وأن الوعي والعمل المناخيين هما جزء من أبعاد التقوى والشكر وأنّ الإنسان شاهد ومستخلف ليحد من الفساد وليحافظ على المخلوقات حوله. 

في سياق آخر، عرّف المتحدثون مفهوم العدالة المناخية، بحيث اعتبر د. الجيوسي أن “حماية البيئة تعتبر جزءًا من حقوق الإنسان، إذ لا يمكن الإستثمار على كوكب ميت وأحيانًا يتعطل الإقتصاد لدى وجود خلل في التلوث. وبالتالي العدالة البيئية تقتضي تحديد من يدفع ثمن هذا التلوث، وفي الكثير من الأحيان، ونتيجةً للتقدم الصناعي، تقع تكلفة التدمير البيئي على الفقراء والمهمشين الذين لا صوت لهم”. 

وأكمل المتحدثون ليؤكدوا أن آثار تغير المناخ ستكون ثقيلة على الفئات الأكثر عرضة، وبالتالي من المهم أخذ هذه الفئات بعين الاعتبار لدى وضع البرامج والسياسات واعتبروا أن لدى الأمة الإسلامية مسؤولية دينية في حماية هذه الفئات.

وأعرب المتحدثون عن أهمية مشاركة الأشخاص المؤمنين للعمل على مستقبل أكثر استدامة في إطار المبادرات الدينية المختلفة. وألقى محمد كمال الضوء على دور الشباب قائلًا: “أثبتت تجربتنا أنّ الشباب عادةً ما يهتمون بالمبادرات، والمهم في العمل معهم الأخذ بعين الاعتبار وجهات النظر المختلفة وتحديد القيم لدى تقديم مسائل لها علاقة بالبيئة”. 

أمّا الناشطة المناخية زهراء أبو طه فاعتبرت أن “كل جهد فردي بشكل متجمع له أثر. العمل في مجال الاستدامة والعمل في المجال المناخي يدفع الفرد إلى التفكير بالتوازن الذي يجب أن يكون موجودًا بين عبادة الله وإعمار الكون. لذلك عندما نعمل ضمن مبادرة، نلتزم بمسؤوليتنا تجاه الأرض والبيئة وفي واجبنا أمام الله”.

واختتم المتحدثون الندوة راسمين دور الأشخاص المؤمنين للعمل نحو الإنتقال نحو الطاقة النظيفة، ودعوا إلى توحيد أصوات الأمة المسلمة في مجاليّ الإستدامة والعمل البيئي, شاهدوا الندوة عبر الرابط.

انتهى

نبذة عن تحالف أمة لأجل الأرض

تم تشكيل تحالف أمة لأجل الأرض نظرًا إلى الحاجة إلى تمثيل الأصوات المسلمة، وخاصة أصوات الشباب، في حركة المناخ العالمية. يتكون هذا التحالف من أكثر من ١٢ منظمة و٤ حلفاء فرديين. نحن أقوى عندما نقف معًا، وعندما نتخذ إجراءات نحو إيجاد حلول مستدامة للحد من آثار تغير المناخ.

نبذة عن GreenFaith

GreenFaith جرين فيث (الإيمان الأخضر) منظمة دولية للعدالة المناخية، قائمة على الحوار بين الأديان والعمل مع الناس حيث تنظم وتدرب حملات مع شركاء محليين في جميع أنحاء العالم.