خلال شهر رمضان، رأى بعض الشّبان إحدى كبيرات السن جالسةً تأكل الخوخ في ظلال شجرة وفي مكانٍ منعزلٍ خلال النهار.

انزعج الشباب من عدم التزامها الواضح بالصيام، فسألوها: “هل تعلمين أنّنا في شهر رمضان؟ لماذا لا تصومين؟”

نظرت كبيرة السن إليهم ويظهر على ملامحها التعجب، وأجابت: “ماذا تقصدون؟ أنا صائمة. إنّي آكل القليل من الطّعام وأشرب بعض رشفات المياه فقط”.

ضحك الشباب وسألوها: “كيف يمكنك أن تصومي بهذه الطريقة؟”

أجابت كبيرة السن: “الأمر بسيط. أنا غذيت التربة وحافظت عليها بعناية، ثم زرعت شجرة الخوخ كهدية لمجتمعي وللأجيال القادمة. كنت أعتني بشجرة الخوخ، حتى في أوقات الجفاف، وتأكدت من عدم الإفراط في سقايتها. قلّمت شجرة الخوخ في أواخر الشتاء وحميتها من المواد الكيميائية الضارة. مع مرور كل يوم، شاهدتها تُزهر، وفي الوقت عينه اهتممت ببستان قلبي من خلال الصلاة واللطف وخدمة مجتمعي برأفة.

بسبب سنّي، لم يعد بإمكاني الصيام عن الطعام. لكنّي نويت الصوم عن التصرف بغرور والجشع والإستغلال والأنانية. أنا صائمة عن كل ما يسعى لفصلي عن جمال خلق الله: الطبيعة وشجرة الخوخ الجميلة هذه. وبمجرد أن نضج الخوخ، بشكل حلو وصحيح، اخترت بامتنان فقط ما يكفيني من الشجرة، وشاركت هذا الطعام البسيط مع جيراني”.

وبينما كانوا يستمعون إلى كلماتها، نظر الشبان بحرج إلى بعضهم البعض.

ثمّ سألتهم كبيرة السن بإخلاص ومحبة: “إذًا، هل أنتم صائمون أيضًا؟”

أجاب الشبّان المحنية رؤوسهم وبصوت بالكاد يُسمع: “للأسف لا، نحن فقط ممتنعون عن الأكل والشرب”.

أوضحت كبيرة السن حينها: “حياتنا هي الوسيلة التي نعيش بها إيماننا. فلنعتني ببساتين قلوبنا وبساتين الأرض، ولنتعامل مع رعاية مجتمعنا وبيئتنا كممارسة روحية “.

وقّعوا على تّعهد شهر رمضان والتزموا بالإستدامة لما تبقى من الشهر الكريم وما بعده

مقتبس عن قصة صوفية