هل سمعتم بوثيقة مكّة المكّرمة من قبل؟

توجّه وثيقة مكّة المكّرمة أو “إعلان مكّة المكّرمة” المسلمين من جميع أنحاء العالم إلى المبادئ التي تشكّل انعاكسًا للمعنى الحقيقي للإسلام المعتدل. وقد كُتبت هذه الوثيقة بناءً على دستور المدينة وتقدّم مبادئ يمكن أن تساعد على تحقيق حياة أكثر تقدمًا وعدلًا وسلامًا. أقّر كبار العلماء المسلمين في العالم وثيقة مكّة المكّرمة في ٢٨ أيار/مايو ٢٠١٩، ووافق عليها ما يصل إلى١٢۰۰ شخصية مسلمة بارزة من ١٣٩ بلدًا ممثلين ٢٧ مكونا إسلاميًا من مختلف الطوائف والمدارس الفكرية.

المبادئ البيئية في وثيقة مكّة المكّرمة

تدعونا وثيقة مكّة المكّرمة إلى العمل سويًا للتخفيف من آثار تغير المناخ من خلال الحد من التلوث. تحتوي وثيقة مكّة المكّرمة على ٣۰ بندًا، وتغطّي ٤ من هذه البنود مبادئ تتعلّق بالإسلام والبيئة والرابط القوي الموجود بين الاثنين. على ماذا تنص هذه البنود؟

يشير البند العاشر من الوثيقة إلى القدرة التي يتمتّع بها المسلمون على المساهمة في إيجاد حلول للتحديات الأخلاقية والاجتماعية والبيئية التي تواجهها البشرية. واعترفت بأن المسلمين “أثروا الحضارة الإنسانية بتجربة فريدة ثرية وهم اليوم قادرون على رفدها بكثير من الإسهامات الإيجابية”.


ومع التعمق أكثر في الوثيقة، نجد أن البند ١٢منها يحث على التعاون لحماية البيئة ويتحدث عن التثقيف البيئي، مع التأكيد على أن “الطبيعة التي نعيش بين جنباتها: هبة الخالق العظيم للإنسان”. كما قدّم هذا البند توصيات للبلدان حول كيفية حماية الحق في العيش في بيئة نظيفة.

يحدّد البند ١٦ من الوثيقة عددًا من التحديات الأخلاقية والاجتماعية والبيئية والأسرية التي تواجه البشرية، ويدعو جميع الأفراد إلى “ترسيخ القيم الأخلاقية النبيلة، وتشجيع الممارسات الإجتماعية السامية”. 

وأخيراً، يبرز البند ٢٤ أهمية معالجة أسباب الاختلالات العامة والتفاوتات الاجتماعية. ويلقي الضوء على ضرورة أن تعمل الأطراف المسؤولة بتضامن في نطاق تنفيذ برامج “مكافحة الجوع، والفقر، والمرض، والجهل، والتمييز العنصري، والتدهور البيئي”.

وثيقة مكّة المكّرمة هي امتداد لدستور المدينة وتستند إلى قيم التسامح والتقبل الديني. وهو ما يوضح أهمية التعايش مع الآخرين واحترام البيئة التي نعيش فيها. ويظهر واجبنا كأمة لوقف الضرر البيئي. لمعرفة المزيد، إقرأوا وثيقة مكّة المكّرمة هنا.