تُعتبر أمة لأجل الأرض تحالفًا عالميّاً تنسّقه منظّمة غرينبيس الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، يسعى إلى التواصل مع المجتمعات المسلمة حول العالم وإشراكها في مسألة العدالة المناخيّة. نحن، في غرينبيس كندا، دخلنا في شراكةٍ مع منظمة EnviroMuslims الكنديّة لإنشاء برنامج زمالة ودعم عملهم المهمّ. في هذه المقالة، تشرح سابا خان، المؤسِّسة المشاركة لـ EnviroMuslims كيف تُعتبر الاستدامة جزءًا لا يتجزّأ من الإسلام ومن عمل المجموعة المناخي القائم على الإيمان.  

غالبًا ما يتمّ استبعاد مجموعات الإيمان عن المحادثات الهامّة حول السياسات المناخيّة ومبادرات المشاركة المجتمعيّة المتعلّقة بالقضايا المناخيّة. ولكن كونوا على ثقة أنّ وجهات نظرنا المتنوّعة تساهم في إحداث أثرٍ، لأنّ قوّةً إلهيّة (حرفيًّا) تدفعنا: علاقتنا مع خالقنا.

ينطبق هذا التصريح على عددٍ كبيرٍ من الأديان، بما في ذلك الإسلام. إذ يُعدّ الاهتمام بالبيئة الطبيعيّة وحمايتها واجبًا علينا، ولا ينبغي الاستخفاف به. في الإسلام، يشير مصطلح “خليفة” إلى راعي الأرض. في القرآن وتعاليم السنة النبويّة، نتعلم أهميّة رعاية الحيوانات، وعدم الهدر؛ كما نتعلّم أنّنا سنتحمّل مسؤوليّة أيّ ضررٍ نلحقه عمدًا بالأرض. وهناك قولٌ نبويٌّ يوصي بالتالي: “إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة، فإن استطاع ألّا يقوم حتى يغرسَها، فليغرسْها”.

تبرز دعوةٌ واضحةٌ للجماعات الدينيّة للانخراط في سياق العمل المناخي. ومع ذلك، لا نزال نشهد قلّة تنوّعٍ داخل الحركة البيئيّة، تؤدّي إلى فرصٍ ضائعة للعمل مع المجتمعات التي تتمتّع بوجهات النظر الفريدة والقيّمة هذه.

تعمل EnviroMuslims على تغيير هذا الواقع.

EnviroMuslims والمجتمع المسلم في كندا

تأسّست EnviroMuslims في تشرين الثاني/نوفمبر ٢٠١٩ بهدف تعميق التواصل مع المسلمين الكندييّن وتعليمهم وتمكينهم من اعتماد الاستدامة في حياتهم اليوميّة: أماكن السكن والعمل والترفيه والصلاة. وتنظّم المجموعة عددًا من الأنشطة المجتمعيّة، بما في ذلك غرس الأشجار وتنظيف الشواطئ وتبادل الملابس. كما أطلقت عددًا من المبادرات، مثل برنامج خضرنة المساجد الكندية (GCM).

في العام 2021، أطلقت مجموعتنا برنامج خضرنة المساجد الكنديّة بالتعاون مع شبكة الإيمان والصالح العام (Faith & the Common Good)، وهي شبكة خيريّة مشتركة بين الأديان. يُعدّ برنامج خضرنة المساجد الكنديّة الأول في نوعه في كندا. فهو يوفّر للمساجد في جميع أنحاء البلاد أدواتٍ ومواردَ افتراضيّة لتقليل انبعاثات غازات الدفيئة، وتثقيف جماعاتهم حول أهميّة التوجيه البيئي، والوصول إلى التمويل والمواد اللازمة لدعم رحلة الاستدامة الخاصّة بهم. وأدّى نجاح البرنامج المستمرّ إلى إنشاء مخيّم تدريب EnviroMuslims، وهو عبارة عن سلسلةٍ من الجلسات العمليّة مخصّصة للتعلّم والتواصل ودعم المنظّمات الكنديّة المسلمة التي تعمل على ترسيخ ثقافة الاستدامة البيئيّة في برامجها.

من خلال برامج ومبادرات مماثلة، توفّر مجموعتنا مساحاتٍ وفرصًا للمسلمين (في كلّ أنحاء البلاد) ليصبحوا أكثر انخراطًا في مبادرات التوجيه البيئي، وامتهان مجالات الاستدامة، وتحميل الحكومات والمؤسسات الأخرى مسؤوليّة العمل المناخي.

التعاون المتبادل من أجل مستقبلٍ مستدامٍ

من حسن حظّ مجموعة EnviroMuslims أنّها لقيت الدعم من حلفاءٍ من جميع أنحاء العالم، ومن ضمنهم غرينبيس كندا وغرينبيس الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وتقدّم غرينبيس الدعم للبرامج التي تنفّذها مجموعتنا حاليًّا- مشروع مخيّم التدريب ومشروع خضرنة المساجد – من خلال برنامج زمالة. أتاحت هذه الشراكة لـ EnviroMuslims فرصًا للعمل على نطاقٍ أوسع مع المجتمع المسلم في كندا. فقد تمكّنا من المشاركة في الأحداث الكبيرة، والسفر إلى مقاطعات مختلفة للقاء القادة المسلمين، وقدّمنا الدعم للمساجد والمنظّمات الإسلاميّة التي تعمل على تحسين الاستدامة فيها. بعبارةٍ أخرى، فتحت الزمالة آفاقًا جديدة وقدّمت لنا فرصًا كانت بعيدة المنال.

وها قد وصلنا إلى جوهر الموضوع. يعزّز التعاون المتبادل وجهات نظرٍ متنوّعة وينتج حلولًا مبتكرة. لذلك، بما أنّنا ندعو إلى مناصرة أصوات المسلمين في الحركة البيئيّة، فإننا ندعو أيضًا إلى منح كافّة الجماعات الدينيّة، وغيرها من المجموعات الساعية للمساواة، حقّ الوصول إلى المنصّات والأدوات والموارد لمواصلة عملها وإشراك مجتمعاتها. إذ يُعدّ هذا العمل جوهريًّا لبناء مستقبلٍ أكثر عدلاً وسلامًا وإنصافًا.

لمزيدٍ من المعلومات حول مجموعة EnviroMuslims أو مخيّم التدريب ومبادرات أخرى، زوروا موقعها الإلكتروني أو صفحتها على تطبيق Instagram!