شهر رمضان هو شهر مقدّس في الدين الإسلامي حيث يصوم المسلمون من شروق الشمس إلى غروبها. يعني هذا الشهر الكريم الكثير لجميع المسلمين لأنّه يوحدهم جميعًا أينما كانوا في العالم. من خلال الصوم والشعور بالجوع والعطش، يمكننا التعاطف مع الفقراء والمحتاجين. وبالتالي، شهر رمضان يشّجع على مدّ يد العون لمن هم بحاجة ليس فقط خلاله ولكن على مدار العام. من خلال هذه الأعمال، يمكننا المساهمة في تقليص الفجوة بين الأغنياء والفقراء ولو قليلا.

العادات الغذائية خلال شهر رمضان

خلال هذا الشهر، يمكن أن تكون أنماط استهلاك الغذاء مختلفة تمامًا عن العادات الغذائية التي نعتمدها في حياتنا اليومية. في المغرب، تبدأ الأمهات في بعض العائلات في الطهي مبكّرًا حتى يعدّن أطباقًا مختلفة للإفطار وهي الوجبة التي يتناولها المسلمون بعد غروب الشمس. هذا السلوك يؤدي إلى توليد الكثير من الهدر مثل هدر الطاقة والغذاء والماء… الإفراط في تحضير الطعام غير محبّذ في الدين الإسلامي.

عادةً ما تؤدي التغيرات في العادات الغذائية خلال شهر رمضان إلى انخفاض شهية الأشخاص، لذلك لا يأكلون كثيرًا أثناء الإفطار. إنّ تحضير طبقان يحتويان على البروتين والفواكه المفضلة والخضروات والحبوب الكاملة، وتجنب السكريات المضافة والصوديوم والدهون المشبّعة يمكن أن يكون حلًا. ولا تنسوا شرب الكثير من الماء للمحافظة على الترطيب. هكذا يمكننا تقليل هدر الطعام والاستهلاك المفرط والحفاظ على المياه والطاقة وأخيراً البقاء بصحة جيدة والحفاظ على توازن الطاقة.

الحفاظ على المياه خلال شهر رمضان

إضافةً إلى تغير العادات الغذائية خلال شهر رمضان، يزداد استهلاك المياه في فترة ما بعد الظهر والليل بسبب كمية الأطباق التي يتم تنظيفها. فبعد الإفطار، توّلد معظم المنازل أكوام من الأطباق بالإضافة إلى أرض تحتاج إلى تنظيف بسبب بقايا الطعام.

تبرز طرق عدّة لاستهلاك المياه بحكمة والحد من فقدانها. على سبيل المثال، عند غسل الأطباق، من الأفضل ملء المياه في حوض صغير وإغلاق الصنبور والبدء بالتنظيف. بهذه الطريقة، ينخفض استخدام الماء، وتكون إعادة التعبئة ضرورية فقط عندما تتسخ المياه.

وبدلاً من سكب الكثير من الصابون والماء على الأرض ثم مسحها، يمكنك ببساطة تنظيفها بمكنسة أو بقطعة قماش مبللة تحتوي على صابون. كما أنّ العديد من الناس يستعملون فائضا من المياه خلال الوضوء في حين توجد طريقة أفضل لفعل ذلك من خلال ملئ دلو.

البلاستيك خلال شهر رمضان

يتسوّق الناس كثيرًا خلال شهر رمضان لشراء مكونات الإفطار. ويستخدم معظمهم أكياسًا بلاستيكية ويرمونها عندما لا تكون قيد الاستخدام، ولهذا السبب يُنصح باستخدام أكياس صديقة للبيئة وقماشية لحمل البقالة. هذه الأكياس ليست مفيدة للبيئة فحسب، بل قابلة لإعادة الاستخدام أيضًا. وبالتالي فإنّ الإفراط في استهلاك الأكياس البلاستيكية سيقّل وكذلك التلوث.

بشكل عام، من الأفضل الحفاظ على نظام غذائي متوازن وصحي خلال شهر رمضان، بما في ذلك تناول الأطعمة من جميع الأنواع وشرب المياه للحفاظ على الترطيب. تسوّقوا بحكمة واستدامة، وتذكروا أن الغرض من هذا الشهر الكريم هو المشاركة والعطاء، ولا تنسوا أيضًا استخدام المنتجات الصديقة للبيئة.

نحن نسعى جميعًا إلى تحقيق العدالة البيئية، وأعتقد أنه يمكننا تحقيق ذلك إذا قمنا بتغيير جميع سلوكياتنا، وزيادة الوعي بتأثير أفعالنا، وتشجيع الآخرين على القيام بذلك.

رمضان كريم، وقّعوا على تّعهد شهر رمضان والتزموا بالإستدامة خلال هذا الشهر