بينما يعيد العالم عيش نعمة الحج، تسنح لنا فرصة اليوم وللسنوات القادمة للعمل على الحفاظ على هذه النعمة لأطفالنا وأحفادنا.

الحج هو أحد أهم الأحداث الدينية لجميع المسلمين عالميًا. إنّه يمثّل رحلة روحية مقدّسة تتطلب تصميمًا جسديًا وعقليًا كبيرًا، ويمنح في الوقت عينه للحجاج مساحةً لتعزيز إيمانهم وللتواصل مع بعضهم البعض. ونظرًا إلى أن ملايين الأشخاص يذهبون كل عام، يمكن أن يكون هؤلاء مصدرًا للتلوث البيئي كخلال أي حدث كبير آخر. ومع ذلك، يمكن إدارة هذا الموضوع وتجنّبه قدر الإمكان لكي تترك الرحلات المتوجهة إلى مكّة الحد الأدنى من الآثار على البيئة للحفاظ على المواقع المقدسة المرتبطة بالحج للأجيال القادمة. يمكن أن تكون هذه بداية رحلة حياة صديقة للبيئة!

يستطيع للحجاج أن يقاربوا رحلة الحج بطريقة صديقة للبيئة من خلال النصائح والمبادرات الصحيحة مثل “الدليل الأخضر للحج والعمرة”، مما يضمن حماية البيئة ويضمن أيضا أن يحظى هؤلاء بمكافأة روحية. هذا الأمر مهم بشكل خاص في يومنا هذا مع ازدياد الوعي البيئي في جميع أنحاء العالم.

التعبّد من خلال الإستدامة للأشخاص الذين لن يقوموا برحلة للحج.

مع ما نشهده اليوم من تدهور بيئي وخسارة للتوازن البيئي وآثار تغير المناخ، أصبح من الضروري للجميع أن يلتزموا بأسلوب حياة مستدام. وينطبق هذا الأمر على الحجاج وغيرهم مّمن لا يستطيعون الذهاب إلى الحج لعدة أسباب، بما في ذلك عدم تمكنهم من تحمّل التكلفة المادية للرحلة أو بسبب عمرهم بالإضافة إلى أسباب أخرى.

بالنسبة للأفراد الذين لن يؤدوا الحج، يمكن تتحقق هذه المكاسب الروحية من خلال الإلتزام بالعيش المستدام في حياتنا اليومية في المنزل وفي مجتمعاتنا. هذا الأمر ممكن من خلال القيام بمبادرات صديقة للبيئة مثل الحد من توليد النفايات والحفاظ على المياه والاستهلاك بوعي. عبر اعتماد هذا الأسلوب، يساعد المسلمون في حماية بيئتنا وأيضًا إحداث تأثير إيجابي على حياة الأشخاص الذين يحيطون بهم، ويعززون إيمانهم ويعمقون فهمهم لما يعنيه أن تكون مسلمًا مسؤولاً. من خلال تبّني عادات وأساليب صديقة للبيئة، يمكن لكل شخص الحفاظ على حياة يومية مستدامة وتعزيز ارتباطه الروحي بالله، حتى لو لم يتمكنّ من القيام برحلة الحج.

إليكم بعض النصائح التي يمكن اتّباعها!

لنركز على تقليل استهلاكنا للمياه. يجب أن نعي بصمتنا المائية، أي كمية المياه المستخدمة في أنشطتنا اليومية. وهذا يشمل استهلاكنا اليومي للمياه ولكن أيضًا كمية المياه اللازمة لإنتاج السلع والخدمات. علينا أن نكون حذرين للغاية مع كيفية استخدام هذا المورد الذي يحافظ على الحياة. يمكننا التأكد من أننا نستهلك الحد الأدنى من كمية المياه اللازمة للوضوء والعناية الشخصية على سبيل المثال..

بالإضافة إلى ذلك، لنتحكم باستهلاكنا وخياراتنا الغذائية على قدر المستطاع. فطريقة نقل الغذاء وتعبئته يمكن أن تسبّب التلوث. لذلك يمكننا أن نميل نحو اختيار الطعام المُنتج محليًا ومع تغليف أقّل. يمكننا أيضًا تقليل هدر الطعام عن طريق شراء ما نحتاجه فقط لوجباتنا اليومية. تؤثر هذه الإجراءات بشكل إيجابي على صحتنا وبيئتنا.

يجب أن نطمح أيضًا إلى الوصول إلى صفر مخلّفات أو إلى تقليلها بشكل كبير، وخاصّة النفايات الصلبة، من خلال تجنب استخدام أكياس التسوق البلاستيكية وحمل الأكياس القماشية بدلاً من ذلك. يمكننا إدارة إنتاجنا للنفايات وأن نسعى إلى شراء المنتجات اللازمة والصديقة للبيئة فقط.

كما يمكننا تقليل استخدام الطاقة لدينا وإيقاف تشغيل الأجهزة الكهربائية عند عدم استعمالها أو تجنّب ترك الأضواء في الغرف الفارغة، لأن تقليل استخدام الطاقة ضروري لخفض بصمتنا الكربونية.

لنجعل من هذا الحج لحظةً لنخطو نحو حياة مستدامة وصديقة للبيئة تعبيرًا عن الإمتنان وفي سبيل التعبّد وتحمّل المسؤولية.  لنعش جميغًا حجًا أخضرًا وحياةً أكثر خضرةً.

حمّلوا واقرأوا “الدليل الأخضر للحج والعمرة” لمعرفة المزيد من النصائح واكتشاف طرق تفتح المجال أمام اعتماد عادات صديقة للبيئة.